السبت، 29 أكتوبر 2016

فوائد الطماطم والبروكلي
في مكافحة سرطان البروستاتا


دراسات تثبت دورهما في تخفيف اخطاره

كمبردج (ولاية ماساشوستس الامريكية) "الشرق الاوسط"*

العلماء لا يعرفون الاسباب التي تؤدي الى سرطان البروستاتا, إلا أن لديهم من الاسباب الجديدة ما يدعوهم الى الاعتقاد بأن الغذاء يلعب دورا مهما فيه .

وبما أن خطر السمنة في تزايد متواصل فإن السعرات الحرارية تعتبر من اكبر المتهمين هنا ولهذا يبدوا ومن ضمن انواع العذاء المحددة ان الدهون المشبعة التي مصدرها الشحوم الحيوانية (وخصوصا مشتقات الالبان كاملة الدسم, واللحوم الحمراء) تثير أغلب المخاوف. كما أن الكميات الكبيرة من الكالسيوم ومن حمض (الفا-اللينوليني) "دهن اوميجا3 في زيت الكانولا وفي بذور الكتان" بمقدورها ايضا زيادة خطر سرطان البروستاتا الخبيث .

وعلى النقيض من ذلك فإن الفواكه والخضروات والسمك والسلينيوم وفيتامين D وربما فيتامين E (للمدخنين) قد تقلل هذا الخطر. كما تعتبر منتجات الصويا, والرمان, أيضا من الاغذية التي يحتمل انها تحمي منه, رغم ان الاستنتاجات حولها لا تزال غير حاسمة .

وسوف يحتاج العلماء الى مزيد من الوقت قبل ان يتمكنوا من التوصل الى نتائج تفصيلية. إذ أن بيولوجيا الانسان معقدة, والدراسات السريرية بطيئة وعالية التكاليف. وعلى سبيل المثال فانه ورغم ان دراسة SELSCT التي تشمل 35500 شخص مدعوة لان تقدم لنا اجوبة حول دور فيتامين E والسلينيوم, ولهذا وبهدف النفاذ الى عمق الامور بسرعة اكبر, غالبا ما يتوجه العلماء الى دراسة الحيوانات . وتشير النتائج هنا الى ان الطماطم والبروكلي (نوع من القرنبيط الاخضر) غذاءان ممتازان جدا على الاقل بالنسبة الى الجزذان .

ابحاث الجرذان :

في تجربة اجريت عام 2007 شارك فريق من علماء جامعتي إلينوي وأوهايو في دراسة 206 من الجرذان الذكور . وتم تقسيم الجرذان على ست مجموعات, قدم لكل مجموعة غذاء يحتوي على :

  1.  10% من الطماطم + 10% من البروكلي.
  2.  5% من الطماطم + 5% من البروكلي .
  3.  10% من البروكلي .
  4.  10% من الطماطم .
  5.  مسحوق اللايكوبين LYCOPENE " وهو مادة مضادة للأكسدة توجد في الطماطم وبعض الاغذية الاخرى التي يتم الترويج لها بوصفها مفيدة للبروستاتا".
  6.  غذاء عادي

وبعد شهر واحد من بدء الدراسة تم زرع خلايا اورام سرطان البروستاتا في جسم كل حيوان مشارك . وإضافة إلى ذلك حصلت مجموعتان اضافيتان من الحيوانات على غذاء عادي للجرذان , وتم تزويد إحدى هاتين المجموعتين بعقار FINASTERIDE الذي يمنع إفراز التيستوستيرون, بعد زرع الخلايا السرطانية فيها, أما المجموعة الاخرى فقد تم تعقيمها (إخصاؤها) .

واخذ العلماء يدرسون نمو الخلايا السرطانية ويقيسون حجم الاورام لدى كل مجموعة وظهر انه ومقارنة مع مجموعة الغذاء العادي, فإن المجموعة التي تم فيها تناول :
10% من الطماطم + 10% من البروكلي , قد قللت حجم الاورام بنسبة 52% .
أما مجموعة 10% من البروكلي فقد قللت الاورام بنسبة 42% .
فيما قللت مجموعة 10% من الطماطم الاورام بنسبة 33% .
وقللت مجموعة 5% من الطماطم + 5% من البروكلي وزن الاورام بنسبة 30% .
إلا ان اللايكوبين لم يكن فعالا . وكان التعقيم هو الطريقة الاكثر فاعلية, إذ قلل وزن الاورام بنسبة 62% إلا ان عقار FINASTERIDE  لم يكن فعالا .

وقد أطعمت دراسة عام 2007 الجرذان بالطماطم في شكل مسحوق منها . وتفترض دراسة اجرتها جامعة ميسوري عام 2008 ان الطماطم المنزوعة الماء تحتوي على نوع من الكربوهيدرات يسمى FruHis يبدوا انه يقي الجرذان من سرطان البروستاتا , ربما بحماية الحمض النووي (DNA)  لها من أضرار الاكسدة إضافة إلى تعزيزها لنشاط اللايكوبين . وهذه ملاحظة مهمة . إلا انها لا تزال بعيدة عن إثباب القيمة الطبية للطماطم المجففة تحت الشمس, سواء بوجود اللايكوبين أو عدمه .

بين الجرذ والانسان ...

كلنا نعرف بعض الاشخاص الذين يتصرفون مثلما تتصرف الجرذان . إلا ان الجرذان ليست رجالا, ومن غير الواضح انه يمكن تطبيق هذه النتائج على الانسان . ومع ذلك فهناك عدد من الجوانب المتشابهة بقوة .

لدى الرجال, مثلهم مثل الجرذان يعتبر التعقيم علاجا فعالا لسرطان البروستاتا , إلا ان عقارFinasteride لا يعتبر كذلك. ورغم ان مكملات اللايكوبين يتم الترويج لها بقوة, فإن هناك القليل من الدلائل على ان هذه المادة المضادة للاكسدة لها نفس التأثير الوقائي للطماطم الحقيقية . وتنفذ بعض التجارب على الحيوانات بجرعات من الغذاء أو العقاقير التي لا تعتبر جرعات واقعية للإنسان. ولكن , وفي هذه الحالة ورغم ان حصص البروكلي والطماطم للجرذان تصبح عند تحويلها مقادير اكبر من المتوسط لتناول الانسان لها , فانه يبدو انه يمكن تحقيقها فعلا . والسؤال هو . هل ان تناول كل هذه الخضروات سيكون مساعدا حقا ؟؟؟

تليمحات بشرية :

وسوف يحتاج الامر الى إجراء مزيد من الابحاث قبل ان يتمكن الاطباء من التعرف على ان بمقدور الخضروات الحماية ضد سرطان البروستاتا . وقد كان اللايكوبين , بل وحتى الطماطم مخيبة للأمال . لكن وعلى صعيد اخر فان دراسة اجريت عام 2007 وقيمت حالات 29361 رجلا من المشاركين الرجال في "تجارب رصد سرطانات البروستاتا , الرئة , القولون , والمستقيم , المبيض "  Prostate, Lung, Colorectal, and Ovarian Cancer Screening Trial " أفادت بأن الرجال الذين تناولوا  الخضروات من العائلة الخردلية , وعلى وجه الخصوص البروكلي والقرنبيط لوحظ لديهم خطر منخفض للاصابة بسرطان البروستاتا الخبيث .

كما ان دراسة أجريت عام 2008 أفادت بأن جرعة اخذت من البروستاتا من 21 من المتطوعين من البشر الذين تناولوا اربع حصص اضافية من البروكلي اسبوعيا , اظهرت تغيرات جينية ربما تقوم بدورها في الحماية من سرطان البروستاتا .
ومن المبكر جدا ان "يصف" الاطباء وجبة كبيرة من البروكلي والطماطم المجففة او الطرية او القرنبيط للاشخاص المصابين بسرطان البروستاتا . إلا ان الرجال الذين يتخوفون من هذا المرض هو احرار في التخطيط لقائمة طعامهم مع اخذ هذه النتائج بعين الاعتبار بل وحتى ان لم يضعوا هذه الاهداف المحددة نصب اعينهم فإن عليهم الانصات الى نصائح امهاتهم . ونصائح خبراء التغذية : "تناول تشكيلة من انواع الغذاء  وتناول فاكهتك وخضرواتك" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق